ألبوم اسمعني (٢) تفاصيل عامة

التجديد VS نفس الخلطة

أول هاجس كان مزعج بالنسبة لي إني أعمل ألبوم في الآخر يتقال عليه إنه “الجزء التاني من ألبوم إنسان”.. بمعنى الاستسلام لنفس الخلطة اللي أنا أعتقدت إنها نجحت في الألبوم السابق.. وأقع في غلطة تقديم نفس المحتوى على أمل إنه يحقق نجاح زي اللي قبله.. وده خطأ شائع جداً بيقع فيه فنانين كتير وكبار كمان.. تلاقيه عمل ألبوم كسر الدنيا وأغنية معينة تنجح جداً.. يقوم في الألبوم اللي بعده واخده Copy & Paste بس درجة أفتح شوية أو درجة أغمق شوية قال يعني كده عمل تجديد..

في أغلب الأحيان الألبوم ده بيفشل.. والراجل وشركة الانتاج يقعدوا يضربوا أخماس في أسداس هو فشل ليه.. والمشكلة أصلاً كانت من تفكيرهم.. الجمهور عادة بيبقى عنده صورة معينة وتوقع معين كوّنه عن الفنان من الأغاني اللي سمعهاله وعجبته.. أكبر خطأ إنك تشوف هو متوقع إيه وتعمله.. بالعكس.. يمكن أحسن لك تشوف هو كان متوقع إيه وتعمل عكسه تماماً!

طبعاً القصة مش بالسهولة دي.. لأنك لو غيرت نفسك ١٠٠٪ وقدمت حاجة عجيبة مش لايقة عليك مثلاً أو منقطعة تماماً عن الخط الفني اللي انت ماشي فيه (تغيير الGenre أو الArtist’s Identity مثلاً) ممكن تلبس في الحيطة.. وخصوصاً لو ده تاني أو تالت ألبوم ليك.. اللي هو انت لسه أصلاً لم تثبت نفسك وتحقق مهاراتك في حتة معينة.. ممكن ده يحصل في الرابع أو الخامس.. البيتلز عملوا كده بالمناسبة..

لذلك لازم يكون فيه نوع من التوازن.. تقدم شيء يعتبر نقلة نوعية بالنسبة لك بس بناء على ماسبق مش منقطع عنه.. كأنك بتطلع سلم.. ولا ينفع بعد ما تطلع سلمتين تقوم تنزل وتطلعهم تاني (تقديم نفس الخلطة) ولا ينفع تقوم رامي نفسك من المنور (تقديم عمل منقطع تماماً عنك)

كلمة السر اللي هتخليك تحقق المعادلة الصعبة دي هي إنك تكون صادق فعلاً ومش بتفتعل التجديد ومش حاطط المكسب المادي في رأس قائمة أولوياتك.. تجديدك يكون نابع من جواك فعلاً.. مبني على خبرات حياتيه ومشاهدات واقعية من جوه مجتمعك.. آراءك وأفكارك اللي بتتغير يوم عن يوم.. قناعاتك واكتشافاتك.. لو فعلاً التجديد ده شيء أصبح أصيل جواك يبقى هيطلع في العمل وهيتصدق وهتحقق المعادلة الصعبة..

أنا طبعاً كل ده بأكلم نفسي وبقول اللي في اعتقادي إنه الأصوب.. مش هأفتي لحد ولا هعيش دور الناصح يعني.. ده مجرد رأي وقناعة يمكن تكون صح ويمكن تكون غلط.

مين هيكتب؟ مين هيلحن؟ مين هيوزع؟

التلحين جزء مهم من دراستي الموسيقية، وبأبقى في أحسن حالاتي النفسية وأنا بأعمل لحن أغنية أو مقطوعة موسيقية.. يمكن أكتر من الغنا.. لذلك دايماً بأستبعد فكرة إن حد يعمل لي لحن.. ممكن تحصل وحصلت فعلاً في الألبوم ده وفي بعض الأغاني السينجل، لكن مش أول حاجة تيجي ف بالي إني أشوف ملحن..

إذن قراري كان بتلحين أغاني الألبوم.. وكون إن واحد بس يعمل ألحان ألبوم (كله أو معظمه) بيبقى شيء مستغرب بالنسبة لنا كثقافة موسيقية عربية مش فاهم ليه.. مع إن أغلب الألبومات العالمية اللي كسرت الدنيا بتبقى كلمات شخص واحد وتلحين شخص واحد ويمكن توزيع نفس الملحن كمان! عموماً التحدي اللي كان قدامي هو إن الألبوم يبقى متنوع لحنياً وما أكررش نفسي بدون داعي.. وده اجتهدت فيه على قد ما أقدر.

مين هيكتب؟ شوفوا.. أنا عندي إيمان تام وراسخ وعميق بجيلنا في الكتابة.. وأقصد جيلنا جيلنا.. الغلابة دول.. اللي تلاقيه شغال الصبح محاسب ويرجع البيت يكتب، أو طافح الدم في بلاد بره وينزل يطبع على حسابه الديوان بتاعه.. مش باتكلم على اللي جوه السوق وليهم أسماء كبيرة وكده.. أنا باتكلم على اللي فوق السوق! صحيح برا لكن أعلى منه فنياً.. أنا شايفهم كده.

طبعاً قعدت مع ناس كتير، واضطريت أسافر لناس منهم مخصوص عشان نقعد نفكر مع بعض.. مش عايز أنسى حد.. محمد السيد،  سامح خيري، إسلام بدر، أنس النيلي، مأمون عرفة، وغيرهم كتير.. الحقيقة لم أوفق في أي عمل معاهم في الألبوم ده.. نعمل ايه أمر الله! الحاجات دي بتيجي من فوق والله. مالناش يد فيها.

محمود فاروق استحوذ على الألبوم كله في النهاية.. وده عن استحقاق وجدارة الحقيقة.. قلمه متميز جداً جداً وأقرب للسهل الممتنع، وطريقة شغلي معاه بتبقى زي الشغل بين المخرج ومدير التصوير بالظبط.. اللي ليهم في السينما والتصوير هيفهموني.

بدأنا جلسات العمل في أول فبراير ٢٠١٣..  قعدنا ندردش في الأول.. كل واحد كان بيقول هو شايف الدنيا إزاي الأيام دي.. وجهة نظره في أمور كتير.. حكاوي حصلت حوالينا كل واحد قعد يحكيها.. وكل ما حاجة فيهم تنور بأمسك ورقة وقلم وأكتب فكرة طقت في دماغي أو دماغه.. بعد كام قعدة بقى عندنا أفكار كتيرة واعدة وبعضها منور ومبهر.. وبدأ من هنا الخيط يكر.. وطلبات دليفري الشاورما تهر.

البوستات الجاية إن شاء الله هأبتدي أكتب عن كل أغنية وتفاصيلها وكواليسها.. لذلك إركنوا محمود فاروق على جنب دلوقتي..

التوزيع بالنسبة لي شغل Creative جداً لكن مزعج جداً جداً في نفس الوقت.. لأنه بيستهلك وقت رهيب مني.. يعني أنا ممكن أقعد يوم بحاله عشان أظبط صوت Kick Drum حلو.. التوزيع يعني عدد لا نهائي من الأفكار في عدد لا نهائي من الاختيارات في عدد لا نهائي من المحاولات.. بالذات لما الواحد يوزع لنفسه.. بتدخل في موود وسواس قهري وممكن تقعد تعيد وتزيد واللي تعمله النهاردة ويعجبك، بكرة ما يعجبكش وتمسحه وتدور على غيره.. يمكن مش بأحس بالمشكلة دي لما بأوزع لناس تانية.. بأبقى أكثر تحديداً وأكثر ثقة.. نقول إيه.. حاجة كده شبه المثل بتاع باب النجار مخلع، أو الفيلم اللي كان فيه دكتور وابنه عيان ولازم يعمل له عملية..فيلم فقر كده مش فاكر كان اسمه ايه.. كان فريد شوقى باين

على أي حال! بعض الأغاني قمت بتوزيعها بنفسي، وبعضها الآخر سيبتها لموزعين تانيين زي مصطفى نجم (وهو موزع شاب نجم وعبقري بجد اتعرفت عليه لما سمعتله أغنية هو موزعها غاظتني وخلتني أنفسن منه :D) وزي التركي Emre Mogulkoc والأوزباكستاني Izzat Khalikov.. وفي أحيان أخري كانت مشاركة توزيع Co-Arranging معاهم

كفاية كده البوست ده عشان ما تزهقوش..